عرض ترومان فيلم أنتج
عام 1998 من اخراج بيتر وير وكتابة اندور نيكول
يحكى الفيلم قصة حياة
ترومان موظف في شركة تأمين يعيش في مدينة صغيرة لم يغادرها ابدا بسبب انه يخاف
البحر بسبب حادثة حدثت لأبيه عندما مات غرقا. حياته كانت هادئة جدا واحداث حياته
متكررة بشكل لا يصدق رغم انه متزوج بشقراء جميلة لكنه أحس بشيء ينقصه، فأخذ يحاول
السفر من المدينة للبحث عن حب قديم كانت تركت المدينة.
كان ترومان يحب مدينته ومحبا
لجيرانه لم يكن يريد ترك احبابه في المدينة، امه وصديق طفولته الوحيد وزوجته التي لا
يحبها هو فقط كان يريد رؤية المزيد من العالم ثم يعود وليكسر أيضا الوهم الذي كان
بداخله انه يعيش في عرض تلفزيوني، لم يكن البحر الذي يخافه هو الحل الوحيد، حاول
ترومان حجز رحلة طيران لكن غير مسموح بسفر نجم العرض لاي مكان حتى انتهاء حياته،
قد تبدو هذا قسوة من فريق العمل ولكن هذه شروط العرض الواقعي التي لم يختارها
ترومان.
لم يستطع ترومان نسيان تلك
الفتاة التي أحبها أيام الجامعة والتي قالت له انه نجم تلفزيون واقعي يشاهده الملايين
طوال اليوم وحياته ما هي الا عرض للترفيه قبل ان تختفي من حياته للأبد، بدا ترومان
يركز في عالمه المتكرر ويدقق في جميع من حوله.
هل حقا كلهم مزيفون الا
انا!
كل هذا من أجلك انت، المميز الوحيد هنا هو انت، انت الحقيقي الوحيد هنا. قد تبدو لك هذه الكلمات مشجعة او محفزة ولكنها إذا أصبحت حقيقة تصبح مرعبة لكنها لأشيء ان لم تكن تعرف شيء عن الامر...
ظهر جيم كارى بثوب مختلف بوجه جاد لأول مرة في هذا الفيلم و مع محاولاته
الكثيرة للبحث عن الحقيقة شاهدا هذا الوجه اكثر و لكن لم يغب عننا هذا الكوميديان
بوجهه المبتسم بالنسبة لشخص يعيش في عالم مصنوع لم يعرف ترومان معنى لكلمة قسوة
الحياة او المشقة في العمل حياته كانت رسم جميل لحياة مثالية يحبها المشاهدين، ابتسامته
لم تفارق لحظات الفيلم الأولى بشخصيته الاجتماعية المرحة الطيبة مع الجميع ذكرتني
بشخصية فورست جامب التي جسدها توم هانكس عام 1994 وأيضا بشخصية هارفي من العام
1950 التي قام بتجسيدها جيمس ستيوارت..
قد يبدو لك بعد مشاهدتك
لهذا العمل الذي يحتوي كثير من الجوانب المعتادة في الأفلام.. البطل الذي هزم خوفه
وانتصار البطل على الشرير الذي يسيطر عليه ولكن الجانب الفلسفي كان أكبر من الجانب
المعتاد، في لحظة من لحظات الفيلم عندما فقد ترومان التمييز بين الحقيقة والخيال
الحيرة التي جعلته مشتت، مجنون، غريب عن حياته مرة مستعد للتخلي عن كل شيء ومرة أخرى
يهدأ ويستمر في حياته. ولكن الأخطاء تحدث حتى في البرامج الواقعية مما زاد من جنون
ترومان وارتباك الممثلين من حوله لتأكد ترومان من واقعه الخيالي. ويقرر الهرب
ومواجهة خوفه.
يتوهم الإنسان أن
الآخرين متآمرون عليه، يكنّون له الكره، ويحاربون نجاحه، وفي مراحل متقدمة من هذا
الارتياب يصعب على الفرد تصديق ما يراه أو يسمعه، ويبحث دومًا عن تفسير خفي
للأحداث التي يعيشها. هذا ما حدث لكثير ممن
شاهدوا الفيلم ووضعوا أنفسهم مكان ترومان.. ماذا لو كنا نحن!
ظهر مصطلح متلازمة ترومان في عام 2008 بعد عرض الفيلم بعشر سنوات من قبل الأخوة جويل وإيان جولد فيلسوف في علم الأعصاب وطبيب نفسي ولكن لم يتم اثبات انه مرض نفسي بعد.
0 تعليقات